كثيرا ما نستمع لهذا الكلام: ولدي لا يستجيب لكلامي ولا نصحي، عمره 13 عامًا، أو 15 عاما مثلا وهو عنيد وطريقته في الكلام معي مخزية، ويلوح لىبيده بلا مبالاة بكلامي.
هل أصابك الإزعاج من تصرفات ابناءك المراهقين، وتحدِّيهم لك، وتهديداتهم، وكلماتهم، وعلو أصوتهم عليَّك، و لا تعرف ماذا يمكنك أن تصنع معهم!
التربية فى هذا السن شديدة الصعوبه و خاصة على الأم فدور الأم من أصعب الأدوار؛ حيث أنها تحب أولادها، وتقلق عليهم، وترغب فى أن يكونوا أفضل الأطفال على وجه الأرض، وأن تبني لهم مستقبلاً تفخر به، ما أروع الأحلام التي تحلم بها! ثم ترتطم بأرض الواقع، لتُفاجأ بأنها عاجزة عن ضبط الأمور أحيانًا!
لا شك أن التربية ليست عملية سهلة برغم متعتها، وتحتاج منا الكثير من الصبر، والجهد، والحب.
عندما يبدأ ولدُكِ في عمر المراهقة؛ يشعر أنه كَبُرَ، ولم ينضمَّ بَعْدُ لعالَم الكِبار، وتُعَدُّ هذه المرحلة من أصعب المراحل في التربية؛ لأنه يحتاج توجيهًا، وفي الوقت نفسه يرفض دور الأهل المباشر!
المشكلة أن هذه المرحلة تكون أيضًا نتاجًا لما قبلها، فلو أن التربية كانت سليمة من البداية ستنتج مراهقًا أكثر سهولة من غيره، والعكس.
يجب أن يكون أسلوبك في التربية واضح؛ غير متذبذب و حازم معهم (والحزم لا يعني الشدة؛ لكن يعني أن تكون واضحا بطلب الأمر دون غضب، وأن تصر عليه).
فى هذا العمر لا ينفع معهم لا الحماية الزائدة والدلال، ولا الشدة الزائدة أيضًا؛ حيث تؤدي للتمرّد حالما يتمكنون!
الحل هو
• بداية تذكرأن دورك مع ولدك لن يستطيع أحد أن يؤديه عنك.
• حاوِل فَهْم ولدك، ومعرفة أسلوب تفكيره وما يهمه، فحتى تستطيعي تربيته لابُدَّ لك من معرفته، أيضًا لتعرف مداخله، اقترب منه، وابني معه صداقة قَدْر استطاعتك.
• أكثر من الحوار معه، الحوار الذي يجعلك تعرف كيف يفكر، وتعطيه مجالاً ليعبّر عن نفسه.
• كون حازما بمحبة معه، ولا تركّزإلا على الأمور الكبيرة التي تستحقّ؛ لكن من المهمّ أن تُحَدّد ما تتوقَّعه منه بوضوح، ليستطيع الامتثال له.
• يجب أن يكون هناك تنسيق قدر الإستطاعَة بين الوالدين على التربية، وعلى المشكلات التي يتعرض لها الأولاد؛ ليعالِجُوها معًا وَفْق نسقٍ واحدٍ؛ فَشُعورُ الأولاد باتّفاق والديهما على أسلوب التربية يجعلهما أكثر استقرارًا.
• حاول أن تستخدم وسائل التعزيز والصّحبة أكثر من العقوبات، بأن تزيد مصروفه مثلاً بعد عمل شئ جيد ، أو تَعِدِيه بأن تسمحي له بالخروج مع أصحابه لو انتهى من أمر يهمك أن يقوم به كنوع من التشجيع له .
• لو استطعت معرفة مَن يصادق أو أهلهم، فإن هذا سيساعدك كثيرًا على فهمه، حيث يتأثر الأولاد في هذا العمر بأصدقائهم أكثر من أيّ أحد، ولوِ استَطَعْت أن تجعله ينضمُّ لأصدقاء تثِق بهم، يُسهِّل هذا عليك التربية أكثر؛ فالصحبة الصالحة مهمة جدًّا.
• أكثر من الدعاء لهم بالصلاح.
وفقكم الله وأعانكم و أصلح ابناءنا و أبناءكم.
و شكرا لكم