مما عرف عن المصريين القدماء انهم تقدموا فى الطب و علومه و كذلك ما يتعلق بتحنيط الموتى.
من المرجح أن الطب قد بدأ فى مصر القديمة فى أول أمره عملياً عن طريق التجارب التى أقتضها ضرورات الحياة اليومية ، وكان يضاف إلى حصيلة هذه التجارب ما تثبت فائدته ويستغنى به عما يلحق الضرر.
صلة الطب بالدين
كان هناك إعتقاد بوجود أرواح خبيثة تتسبب فى وجود الأمراض، ولهذا كان الطب فى أول أمره متصلاً بالدين ومتمشياً مع السحر، وكان معظم الأطباء من الكهنة.
وكان الطبيب فى الغالب يباشر أعماله الطبية بجانب بعض الأدعية والرقى لحماية المريض من الأوراح الخبيثة. ويمكن أن تعد نوعاً من أنواع الإيحاء بالشفاء ، إذ تؤكد النصوص المصرية أن لبعض الآلهة تأثيراً على أعضاء الجسم ، ونجد أن " رع" إلة الشمس على سبيل المثال ، قد أتخذ الوجه مكاناً له ، واحتلت " حتحور " إلهة الحب العينيين ، واستقرت تحوت إلة العلم فى باقى أعضاء الجسم.
وقد أتت هذه الفكرة من الأساطير الدينية ، وهكذا أصبح الإله الذى يتغلب على الثعبان خير له، و الإله الذى يتغذى على لدغ العقرب يصبح خير دواء له وهكذا.
وتحتفظ المتاحف العالمية فى كل من باريس وليدن(بهولندا) ولندن وبرلين وتورين ببعض البرديات الطبية التى ألقت الضوء على الطب عند المصريين القدماء . وقد أخذت هذه البرديات إسمها من أسماء الذين حصلوا عليها أو الأماكن التى وجدت بها .
ومن أشهر هذه البرديات:
**"بردية " ايبرس" وهى أشهرها وأطولها حيث يصل طولها إلى أكثرا من 20 متراً وتوجد بمتحف ليزبج منذ عام 1873 وترجع إلى 1600ق . م . وتحوى 87 حالة طبية ووصفات طبية وتتحدث عن أمراض العيون والجلد والمعدة والقلب والشرايين والمثانة والنساء .
**"بردية ًأدوين سميتً"بمتحف الجمعية التاريخية بنيويورك وتناقش العمليات الجراحية واصابات الجروح لإجزاء الجسم المختلفة وتحوى 48 حالة تبدأ باسم الإصابة ثم وصف الأعراض ثم العلاج ثم يبدى الطبيب رأيه وطريقة العلاج.
وهناك الكثير من البرديات الطبية ترجع إلى عصور فرعونية مختلفة .
التخصص فى الطب المصرى الفرعونى القديم
عرف الطب فى مصر الفرعونيه التخصص و كانت هناك مدارس طبية متخصصة ملحقه بالمعابد الكبرى هذا غير الأطباء الموجودين فى كل المدن الأخرى ، بل وفى القرى.
وكان من أشهر أطباء مصر القديمة والذى كان يطلق عليه " سونو" بمعنى طبيب " إيم حتب " طبيب ومهندس الملك زوسر أول ملوك الدولة القديمة الأسرة الثالثة حوالى 2700 ق . م و كان بمثابة إله كإله الطب اليونانى .
وهناك الطبيب " إيرى " من الدولة القديمة وهو متخصص فى أمراض العيون .
وكان هناك أطباء " ممارس عام " لكل الفئات
وهناك أطباء الجيش وأطباء القصور الملكية .
وقد قسم الأطباء إلى تخصصات مختلفة فهناك أطباء العيون وأطباء الأسنان والجراحة والأطباء الصيادلة إلى جانب الأطباء المحنطين للمومياوات .
دور الآلهه فى الطب
لقد لعبت الآلهة دوراً كبيراً هاماً فى الطب ، فهناك الإلهة " إيزيس" ربة الشفاء التى شفت ابنها " حورس" من كل جراحة بعد قتاله مع عمه " ست " قاتل أبية كما ورد فى اسطورة " إيزيس وأوزويس" وكانت مهتمة بالسحر وهى التى أشفت الآلة "رع " من صداع رأسه .
وهناك الإلهة " سخمت" ربة الجراحة وحامية الجراحين .
وهناك " خنوم " الإلة الخالق الحامى للحوامل والمختص بشئون الولادة .
وهناك " أنوبيس " رب التحنيط والعقاقير الطبية
ثم الإله " تحوت " إله العلم والحكمة ، ونسب إليه اليونانية إختراع الصيادلة والطب .
العلاج عند المصريين القدماء
وكان العلاج عند المصريين القدماء قسمين :
علاج ما هو ظاهر: ويتمثل فى العمليات الجراحية البسيطة والكسور. ويتميز هذا النوع من العلاج بالخبرة والمهارة والملاحظة الدقيقة لوظائفه الجسم وقد استخدم الجراحين المصريين آلات جراحية متنوعة من مشارط وملاقط ومقصات ومساكات وأبر وردت على جدران المعابد فى كوم أمبو وفى المقابر وعثر على العديد منها فى المقابر ومعروضة فى المتحف المصرى . ووردت على جدران المقابر بعض حالات الكسور والرمد وإعادة الكوع المخلوع وغيرها من العمليات البسيطة
وعلاج ما هو باطن: ويتمثل فى الأمراض الباطنة .و يعتمد على الأدوية والعقاقير والسحر ، الذى إعتبر نوعاً من أنواع العلاج النفسى لإتمام الشفاء .
شكرا لكم
منال رأفت