كلنا سمعنا صرخات كثيره من السيدات زوجات كن أو أمهات أو بنات و لكنى اليوم أغير هذه الفكرة و أرفع صوت صرخة أب .
أب مشتاق لرؤية ابنائه و لا يستطيع رؤيتهم لرفضهم ذلك , يمر اليوم تلو الآخر و لا يستطيع و يتمزق قلب الأب و لكن الأبناء تصر على ذلك , و السبب هو انفصال الأب عن الأم .
حاول الأب توسيط الأقارب و المعارف و لكن لاجدوى و لم يقبل الأبناء ذلك. و للأسف كان دور الأم هنا قوى فى توصيل رسائل خاطئه للأبناء عن الأب و اهله و أقاربه حتى لا يتقبل الأبناء أبيهم.
قد يرى البعض ذلك قسوة من الأم و لكننا هنا سوف نناقش هذا.
فنحن هنا لسنا بصدد مناقشة أسباب الإنفصال و لكن توابعه و نتائجه من وجهة نظر رجل حرم من أبنائه بسبب إنفصاله عن زوجته.
الطلاق هو أبغض الحلال و قد تؤدى ظروف معينة الى استحالة العيش مع الطرف الاخر فيصل الطرفان الى هذه النتيجة المؤلمة.
و قد يستريح الزوجان من المشكلات المستمرة بينهما و لكن المشكلة تستمر مع الأبناء و للأسف لا يراهم أحد ولا يشعر بهم.
من أهم نتائج الإنفصال بالطلاق كراهية الأبناء لأحد الأبوين, فلو عاشوا مع الأب سوف يكرهوا الأم و العكس بالعكس.
و كم تكلمنا فى هذا من قبل من وجهة نظر المرأة و لكنى اليوم اضع أمامكم رؤية رجل حزين على عدم رؤية أبنائه ولنحاول معا مناقشه أسباب ذلك و نحاول وضع الحلول و ربما تصلح بنا المور
من أهم الأسباب :
- فى بعض الأحيان يكون خوف الأم هو السائد عند هذه الزوجة المطلقة فهى خائفة من فقد أبنائها و تظن أن هذا حماية لهم من الأب الذى سوف يفسد العلاقة بينهما كما يفعل بعض الآباء و يشوهوا صورة الأم فى أعين ابنائها.
- و فى أحيان أخرى تثور كرامة الزوجة بعد الطلاق و تريد الإنتقام من هذا الزوج الذى لم يحافظ عليها و على أبنائها الذين هم أبنائه أيضا و لاعلى بيته الذى من المفترض أنهما قد تعبا فى تكوينه و مرت عليهما السنون بحلوها و مرها و لم يتذكر لها يوما قدمت له فيه شيئا أو أسعدته فى شئ. فتحاول رد هذا له و تشويه صورته لدى الأبناء حتى يكرهونه فترد له الصاع صاعين لتقول له انت الذى تركتنا و لم تصن النعمة التى انعم بها الله عليك فلا تطلبها مرة أخرى, و إدفع ثمن اختيارك و تركنا و تفتيت شمل أسرتنا.
- و ربما كانت هذه الأم لا ترى هذا الرجل إلا من جانب واحد فقط و هو الجانب السئ فى هذا الزوج الذى اتعبها و طلقها و لم يعبئ بالأبناء - من وجهة نظرها - و نسيت ان هذا الرجل ايضا أب كما انها أم و ان العلاقة مختلفة بين الأب و أبنائه و أنه لا تشابه بين العلاقتين (العلاقة بين الزوج و الزوجة - و علاقة الأب مع أبنائه)
- الأسباب عديدة و المشكلة معقدة .
فما الحل أذا
- منذ البداية يجب أن تضع الأم نفسها فى مكان هذا الأب,و ماذا يكون حالها لو حدث هذا معها و كان الأبناء يعيشون مع الأب و منعت هى من رؤيتهم ؟ و مدى الألم الذى كانت سوف تشعر به.
- على الأم أن تدرك مسؤليتها امام الله سبحانه و تعالى و تسأل نفسها ماذا سوف تقول له يوم الحساب عن تشويه صورة الأب فى أعين أبنائها و حرمانه منهم و حرمانهم منه.و تحسب عدد البشر الذين اخطأت فى حقهم (الزوج و الأبناء) و كم مرة تخطئ فى حقهم فى اليوم و الليله عندما يذكر الأب أبناءه و يشتاق اليهم ولا يستطيع أن يراهم!!! و عندما يحتاج الإبن إلى يد الأب القوية لمساعدته فى يوم من الأيام.
- و على الأم أن تدرك كذلك انها لم تحرم الأب فقط من أبنائه و لكنها حرمت الأبناء أيضا من أبيهم. و عليها تحمل هذه المسئوليه الجسيمة فى مستقبل الأيام التى لا يعلمها إلا الله سبحانه و تعالى .
- أما عن الأب فعليه الا ييأس من المحاوله مع أبنائه و يداوم السؤال عنهم بقلب الأب المحب و الذى يغفر الأخطاء لأبنائه و يكون مستعدا لقبولهم عند عودتهم دون غضب منهم أو عليهم.
- و على الأب كذلك أن يحاول توسيط شخصيات يعتقد أنها مؤثرة على الأم من الأهل أو الأصدقاء بينه و بين أم أبنائه ربما يستطيع أحد نزع فتيل الخوف على الأبناء أو كراهية الزوج من قلبها.
- و ارى أنه إن لم تفلح وساطة الأقرباء و المعارف فقد يكون مجديا ان نسعى إلى وساطة رجال الدين فهناك رجال دين كثيرين يستطيعوا التدخل لحل هذه الأزمة و ربما يكون الحل عندهم.
- و أخيرا و إن لم تفلح كل هذه الأمور نقول لهذا الأب ادعو الله و لا تيأس و تذكر أن بعد العسر يسرا.
هذا ندائى إلى كل أم حرمت أبو أبنائها من رؤيتهم و حرمت ابنائها من أبيهم ضعى نفسك فى مكانهم جميعا هل لو حرمت من ابنائك سوف تكونى سعيده و هل لو كنت قد حرمت من أبيكى كنت سوف تسعدين؟
سؤال بلا جواب ... فهل من مجيب
شكرا لكم
منال رأفت