[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]إنّي عرفت من الإنسان ما كانا
فلست أحمد بعد اليوم إنسانا
بلوته و هو مشتدّ القوى أسدا
صعب المراس و عند الضّعف ثعبانا
تعود الشّرّ حتّى لو نبت يده
عنه إلى الخير سهوا بات حسرانا
أذاق ذئب الفلا من غدره طرفا
فلا يزال مدى الأيام يقظانا
و نفّر الطير حتّى ما تلمّ به
إلاّ كما اعتادت الأحلام و سنانا
سروره في بكاء الأكثرين له
و حزنه أن ترى عيناه جذلانا
كأنّما المجد ربّ ليس يعطفه
إلاّ إذا قدّم الأرواح قربانا
هو الذي سلب الدّنيا بشاشتها
وراح يملأها همّا و أحزانا
لا تصطفيه و إن أثقلته منّنا
يعدو عليك و إن أولاك شكرانا
قالوا ترّقى سليل الطّين قلت لهم
ألآن تمّ شقاء العالم الآنا
و المرء وحش و لكن حسن صورته
أنسى بلاياه من سمّاه إنسانا
قد حارب الدّين خوفا من زواجره
كأنّ بين الورى و الدّين عدوانا
ورام يهدم ما الرحمن شيّده
و ليس ما شيّد الرّحمن بنيانا
إنّي ليأخذني من أمره عجب
أكلّما زاد علما زاد كفرانا ؟
و كلّما انقادت الدّنيا و صار له
زمامها انقاد للآثام طغيانا ؟
يرجو الكمال من الدّنيا و كيف له
نيل الكمال من الدّنيا و ما دانا ؟
إذا ارتدى المرء ما في الأرض من برد
و عاف للدّين بردا عاد عريانا
هو الحياة التي ما غادرت جسدا
إلاّ اغتدى الميت أحيا منه وجدانا
و هو الضّياء الذي يمحو الظّلام فمن
لا يهتدي بسناه ظلّ حيرانا
و المنهل الرائق العذب الورود فمن
لا يسقي منه دام الدّهر عطشانا
ليس المبذّر من يقلي دراهمه
إنّ المبذّر من للدّين ما صانا
ليس الكفيف الذي أمسى بلا بصر
إنّي أرى من ذوي الأبصار عميانا
الكلمات
أحمد : أذكر بالخير
بلوته : اختبرته و شاهدته
المراس : القياده و الطباع
الفلا : الصحراء
طرفا : جزءا
يقظانا :متيقظا
سروره : أسعدوه
سلب : سرق و أخذ
منّنا : تفضلا
ترّقى : إرتفع
سليل الطين :مخلوق من الطين
زواجره : نواهيه
الورى : الناس
رام : أمل اى اصبح املا له
برد : جمع برده و هى نوع من الملابس
عاف : رفض
بسناه : بشعاعه
الشرح
يبدأ الشاعر بتعريف القارئ انه يعرف جيدا ما يقول حتى يستطيع إقناع القارى برأيه ويقول انه عرف الإنسان بتجربته الشخصيه و عرف ما كان منه ولهذا لا يستطيع أن يذكر الإنسان بالخير
ويصف الشاعر الإنسان بأنه عندما يكون قويا يكون مثل الأسد لاتستطيع الإقتراب منه أو التعامل معه أما عندما يضعف يكون مثل الثعبان فى نعومته ويتحين الفرصه للإنقضاض عليك و لدغك
يقول الشاعر أن الإنسان تعود فعل الشر و إذا فعل خير عن غير قصد تحسر على ذلك
ويبالغ الشاعر فى وصف غدر الإنسان حتى أنه يقول انه غدر بذئب الصحراء الذى هو رمزا للغدر فبات الذئب متيقظا خوفا من غدر الإنسان و يقول أن الإنسان نفر الطير فلم تعد ترى الطيور إلا فى الأحلام
يصف الشاعر الإنسان انه يسر و يسعد إذا رأى دموع الضعفاء تبكى له ويحزن إذا رآهم فى حال جيد و كأن وصوله للمجد شرطه ارواح البشر و يصور المجد هنا بآلهه الكفار التى كانوا يذبحوا لها القرابين من الناس حتى ترضى و تعطف
يقول الشاعر ان الإنسان هو الذى سرق بشاشة الدنيا و ضحكتها بأفعاله و ملأها هما و حزنا
يحذر الشاعر من ان تصطفى شخص اى تختاره خليلا و صديقا لك دون الناس و ان مننت عليه و تفضلي عليه بالمكارم و المساعدات فإنه سوف يتعدى عليك لامحاله و إن إدعى انه يشكرك المعنى هنا كما تقول الحكمه إتقى شر من أحسنت إليه
يشرح الشاعر مخاوفه من الإنسان من الترقى اى التقدم و الرقى ويقول إن شقاء العالم سسبه سمووارتقاء الإنسان ووصفه ب سليل الطين اى الذى خلق من الطين دليل على وضاعة الإنسان
يقول الشاعر أن الإنسان وحش و لكن جمال صورته جعلنا ننسى هذا وان الإنسان حارب الدين خوفا من نواهيه وكأن الناس و الأديان اعداء وراح الأنسان يهدم ما بنى الله وان ما بنى الله ليس بنيانا من الطوب و الحجاره فأن بنيان الله هو الإنسان و هكذا فأن الإنسان يهدم إنسانا آخر أو يهدم نفسه
و يتعجب الشاعر من الإنسان و يسأل لماذا كلما زاد علم الإنسان زاد كفره وكلما تمكن من الدنيا بعلمه ازداد انقياد للآثام و الشرور وإزداد جبروته
يقول الشاعر ان الإنسان يرجو الكمال من الدنيا بدون سعى لذلك
و يشبه الشاعرالدين و كأنه رداء و لباسا و يقول ان من يرفض الدين مهما وضع عليه من ملابس فسوف يظل عريانا
ويصف الشاعر الدين بأنه الحياه التى إذاغادرت جسدا صار الميت اكثر حياة من هذا الإنسان وان الدين هو النور الذى يمحو الظلام و يبدده فمن لمن يهتدى بشعاع النور يبقى حيران و لا يرى شيئا
والدين هو مورد الماء العذب الذى تحفه الورود و من لم يشرب منه بقى ظمآن أبدا
و يختم الشاعر قصيدته بنصيحه و هى ان ليس البخيل من يضيع امواله و دراهمه و إنما البخيل هو الذى ضيع دينه
كما ان فاقد البصر ليس هو الكفيف فحسب انما يوجد من المبصرين عميانا ايضا و يقصد هنا عمى القلب و البصيره عند غياب الدين
شكرا لكم