بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
كل إنسان يمكن أن يغضب وينفعل، وهذه ليست المشكلة، لأن الغضب غريزة طبيعية، لكن المشكلة تأتى في كيفية إدارة الغضب، كيفية التعامل مع الغضب، وبالطبع الطفل غير مدرك لهذا، أي كيفية التعامل مع غضبه، ولذا تكون مسئوليتنا نحن الكبار في أن نحاول أن نوجهه التوجيه الصحيح.
.. هذه هي الأسس الرئيسية والمعايير التي يجب أن تطبق لأن نصل إلى التشخيص الصحيح.
البداية تكون بمعرفة لماذا يغضب هذا الطفل؟
لماذا يتعانف؟
لماذا هذه الانفعالات؟
هل المشكلة حول الطفل نفسه؟
هل المشكلة في بيئته؟
هل المشكلة في كيفية التعامل معه؟
إذا قابلنا غضب الطفل بغضب من جانبنا أو بانفعالات سلبية فهذا سوف يزيد من انفعاله السلبي وفي غضبه - هذه حقيقة - وبعد ذلك ينتهي الطفل بالعناد، وهذه إشكالية أخرى.
إذن العلاج هو
أولا : تجاهل غضب الطفل بقدر المستطاع.
والعنف يكون دائمًا مكتسب لدى الطفل، لا يوجد طفل أبدًا عنيفًا، العنف يكون قد تعلمه كخبرة من محيطه، أقول هذا مع احترامي الشديد لك، ولأسرتك الكريمة، لكن هذه هي الحقائق العلمية.
فإذن التجاهل وعدم الاستجابة بنفس المستوى الذي ينفعل به الطفل هو خط العلاج الأول.
والشيء الجميل أن سلوك الطفل يتعدل، وذلك من خلال إضعاف السلوك السلبي، وكما ذكرنا أن التجاهل هو خير وسيلة في مثل هذه الحالات.
ثانيا: نحاول أن نبني عنده سلوك إيجابي جديد.
وذلك بأن نشعره بالأمان، وذلك من خلال ملاعبته بنفس المستوى، احتضانه، تقبيله.. هذا لا يكون باستمرار، هذه التحفيزات الإيجابية تكون من وقت لآخر.
أما المبدأ الرئيسي فهو التجاهل التام للتعانف والغضب عند الطفل.
ثالثا: نحاول أن نتيح للطفل الفرصة ليختلط بأقرانه، ويلاعب الأطفال الآخرين، وأن يستفيد من الدمى والألعاب ذات القيمة التعليمية، نجعل الطفل يتفاعل معها.
رابعا: و أخيرا يجب أن نتأكد أن الطفل لا يعاني من علة عضوية، مثل آلام البطن، آلام الأسنان دائمًا تثير الغضب والعنف لدى الأطفال، فيجب أن نتأكد من أن شيئًا من هذا غير موجود، وأؤكد لك أن هذه الأمور هي أمور عارضة وإن شاء الله بتطبيقكم لما ذكرناه من إرشاد سوف يصلح أمر هذا الطفل.
أسأل الله تعالى أن يحفظ أطفالنا وأن يجعلهم قرة عين لنا.
شكرا لكم