من هو أبى القاسم الشابى
هوشاعر تونسي من العصر الحديث
الشاعر أبو القاسم الشابي الملقب بشاعر الخضراء (24 فبراير 1909 - 9 أكتوبر 1934م)
ميلاده و نشأته
ولد أبو القاسم الشابي في يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من فبراير عام 1909م الموافق الثالث من شهر صفر سنة 1327 هـ وذلك في مدينة توزر في تونس.حيث تمتع بجمال تونس الطبيعى الخلاب. و كان والده الشيخ محمد الشابى قاضيا اشتهر بالتقوى وكان يقضي يومه بين المسجد والمحكمة والمنزل وفي هذا الجو نشأ أبو القاسم الشابي.توفى والد ابو القاسم الشابى و ابى القاسم فى الحادية عشره من عمره.
تخرج أبى القاسم الشابى من جامعة الزيتونه و هى من أعرق الجامعات العربية .
حياته و مرضه
كان الشابي مصاباً بالقلب منذ نشأته و كان يشكو تضخما في قلبه و ضيق فى الصمامات ولكن حالته ازدادت سوءاً فيما بعد بعوامل متعددة منها التطور الطبيعي للمرض بعامل الزمن - و قد كان في الأصل ضعيف البنية - و كذلك أحوال الحياة التي تقلّب فيها طفلاً ومنها الأحوال السيئة التي كانت تحيط بالطلاب عامة. ومنها الصدمة التي تلقاها بموت محبوبته الصغيرة و فوق ذلك إهماله لنصيحة الأطباء في الاعتدال في حياته البدنية والفكرية ومنها أيضاً زواجه فيما بعد.لم يأتمر الشابي بنصيحة الأطباء إلا بترك الجري والقفز وتسلق الجبال والسياحة ولعل الألم النفساني الذي كان يدخل عليه من الإضراب عن ذلك كان أشد عليه مما لو مارس بعض أنواع الرياضة باعتدال.
يقول بإحدى يومياته الخميس 16-1-1930 وقد مر ببعض الضواحي: " ها هنا صبية يلعبون بين الحقول وهناك طائفة من الشباب الزيتوني والمدرسي يرتاضون في الهواء الطلق والسهل الجميل ومن لي بأن أكون مثلهم ؟ ولكن أنى لي ذلك والطبيب يحذر علي ذلك لأن بقلبي ضعفاً ! آه يا قلبي ! أنت مبعث آلامي ومستودع أحزاني وأنت ظلمة الأسى التي تطغى على حياتي المعنوية والخارجية "
وفاته
توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من أكتوبر من عام 1934 فجراً في الساعة الرابعة من صباح يوم الأثنين الموافق لليوم الأول من رجب سنة 1353 هـ.
غنت له الفنان التونسيه لطيفه هذه القصيدة
إلى طغاة العالم
ألا أيها الظالم المستبد * حبيب الظلام عدو الحياة
سخرت بأنات شعب ضعيف * و كفك مخضوبة من دماه
و سرت تشوه سحر الوجود * وتبذر شوك الأسى في رباه
*****
رويدك لا يخدعنك الربيع * وصحو الفضاء وضوء الصباح
ففي الافق الرحب هول الظلام * و قصف الرعود وعصف الرياح
حذار فتحت الرماد اللهيب * و من يبذر الشوك يجن الجراح
*****
تأمل أنى هناك حصدت * رؤوس الورى وزهور الأمل
و رويت بالدم قلب التراب * وأشربته الدمع حتى ثمل
ســيجرفك الســيل سيل الدماء * و يأكلك العاصف المشتعل
*****
معاني المفردات والتراكيب :
المستبد: المنفرد برأيه الظالم لغيره.
الفناء : الموت.
الورى : الخلق - الناس
ثمل : سكِر